الدوحة في 07 مايو /قنا/ شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر دفعة 2024.
حضر الحفل سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة وكبار المسؤولين، ورؤساء وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية للجامعات وأولياء أمور الخريجين.
وشهد الحفل تكريم 953 خريجا وخريجة من صناع التغيير الإيجابي من جامعات منظومة مؤسسة قطر التعليمية، وشكل لحظة انطلاقهم في مرحلة جديدة من حياتهم.
وخلال الحفل، احتفل الطلاب من 77 جنسية، 40 بالمئة منهم قطريون، و61 بالمائة من الإناث، بتخرجهم في جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، والجامعات الدولية الشريكة للمؤسسة، وعبورهم من "بوابة المستقبل"، في تقليد سنوي يتوج مسيرة الخريجين في المعرفة والاكتشاف وهم يقبلون على الفصل التالي من مسيرتهم.
وكرمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر 16 من الطلاب الفائزين بجائزة مؤسسة قطر للتفوق، وذلك تقديرا لتميزهم الأكاديمي وتفوقهم في مجالات القيادة والابتكار والإبداع، مما يمكنهم من تقديم إسهامات إيجابية في المجتمع وتمكين الآخرين.
وفي كلمة بالمناسبة، تقدم سعادة السيد عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي بالتهنئة للخريجين، مشيدا بالجهود الملموسة التي حققتها الجامعات في توفير الفرص وتنمية المهارات، ما يعكس دعم ورؤية القيادة الرشيدة لقطاع التعليم العالي في دولة قطر.
وقال سعادته: "نتطلع إلى إسهامات الخريجين القيمة في بناء وتنمية وطننا الغالي كقوى عاملة جاهزة للمستقبل وفقا لما تضمنته استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر 2024 - 2030، وأدعوهم إلى استثمار ما اكتسبوه من علم ومعرفة في مسيرتهم المهنية ودفع عجلة التقدم والابتكار، وأتمنى لهم مستقبلا زاخرا بالنجاحات والإنجازات".
وألقى أحمد معرفي، رائد الأعمال المتخصص في مجال التكنولوجيا الذي يشغل حاليا منصب المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لأكاديمية الترميز الأولى في الشرق الأوسط "كودد"، كلمة رئيسية خلال الحفل، قال فيها: "رحلتنا لم تكن سهلة أبدا، وعندما شعرنا أننا وصلنا للقمة، واجهنا تحديا أكبر مع جائحة كورونا (كوفيد-19)، ووجدنا أنفسنا أمام مفترق طرق، لأن كل الطرق كانت مظلمة أمامنا، وكان من الصعب أن نتخذ أي خطوة واثقة في درب مجهول".
وأضاف: "الشعور بالعجز والخيبة شعور صعب، ويمكن أن تشعر في لحظة أنك وصلت لنهاية الطريق. ولكن يجب أن يكون إيمانكم برب العالمين قويا، وابحثوا عن حلول بدلا من التركيز على المشكلة".
وتابع: "حان دوركم اليوم لتصنعوا قصة نجاحكم، وتضعوا بصمتكم في المستقبل، فمستقبلكم لن يرسمه أحد غيركم. كل منكم لديه تجارب تختلف عن الآخر، وأنتم اليوم جزء من مجتمع مميز، فيه أكثر من 10 آلاف خريج من مؤسسة قطر، يشاركونكم الرحلة، وسيكون لهم دور في مسيرتكم".
وتخلل الحفل عرض موسيقي صمم خصيصا لنسخة عام 2024 من حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر، بمشاركة مجموعة من الفنانين، هم أحمد الزميلي، ومحمد بشار، ودانة صلاح، وتمحور موضوع العرض حول قوة الشباب والمسؤولية الاجتماعية، وأهمية مواصلة دعم غزة والشعب الفلسطيني، إضافة إلى فيلم قصير يروي قصص الخريجين خلال سنوات دراستهم في مؤسسة قطر.
وفي تصريح له قال السيد فرانسيسكو مارموليجو، رئيس التعليم العالي في مؤسسة قطر: "إن التزامنا بالتميز في مؤسسة قطر لا يقتصر على الجانب الأكاديمي فحسب؛ إذ نؤمن بأهمية توفير تجربة تعليمية شاملة، تزود الطلاب بأحدث المعارف والمهارات وتغرس فيهم أيضا قيم النزاهة والمسؤولية الاجتماعية، ومن خلال شراكتنا مع جامعات دولية مرموقة في المدينة التعليمية، فإننا نقدم فرصا لا مثيل لها لتحقيق النمو الفكري، والانفتاح على وجهات النظر العالمية، وكذلك المشاركة المحلية، فهدفنا يتمثل في تمكين الطلاب من تحقيق النجاح على المستوى الأكاديمي، والازدهار كأفراد متعاطفين مع الآخرين وفاعلين في المجتمع، وعلى استعداد لمواجهة تحديات الغد بثقة ونزاهة".
وتابع: "في ظل المشهد العالمي المعقد اليوم، وما نشهده من اضطرابات سياسية واجتماعية وأزمات إنسانية، فإن المأساة التي نشهدها في فلسطين تذكرنا بالحاجة الملحة إلى الالتزام الأخلاقي والقيادة الأخلاقية، ونحن في مؤسسة قطر، ندرك أهمية إعداد الطلاب ليس فقط لتحقيق النجاح على المستوى الشخصي، ولكن أيضا أن يكون لهم دور كمواطنين عالميين وملتزمين محليا".
واختتم: "مع إقبال خريجينا على مرحلة جديدة من حياتهم، لدينا إيمان راسخ بأنهم سيكونون صناعا للتغيير الإيجابي وسيسهمون في بناء عالم أفضل ومستقبل أكثر إشراقا".
ومن جانبها، قالت الدكتورة سماح قمر مدير إدارة الشؤون الأكاديمية في مؤسسة قطر، إن منظومة التعليم العالي في المؤسسة تضم تحت مظلتها سبع جامعات دولية شريكة، إلى جانب جامعة حمد بن خليفة تشمل تخصصاتها العديد من المجالات الحيوية مثل الطب والهندسة والاتصالات، وعلوم الحاسوب والشؤون الدولية، والتعليم التنفيذي، ويوفر نموذجها التعليمي دورات في شتى المجالات ويمزج بين التميز الأكاديمي المحلي والشراكات الدولية.
وأضافت: إن الدرجات العلمية والبرامج المقدمة في المدينة التعليمية تتوافق مع أولويات واحتياجات دولة قطر، وتمنح المهارات والمعرفة اللازمة لتمكين الشباب والإسهام في التنمية الوطنية، حيث تقدم مؤسسة قطر والجامعات الشريكة لها 65 برنامجا أكاديميا، مع مرونة التسجيل في الدورات الدراسية المشتركة بين جامعات المدينة التعليمية.
وأشارت الدكتورة سماح قمر إلى أن المدينة التعليمية خرجت حتى الآن أكثر من 9700 طالب ينضم إليهم أكثر من 900 طالب هم خريجو اليوم يسهمون في صناعة التغيير الإيجابي، موضحة أن العام الجاري هو الثاني لتقديم جائزة التميز الطلابي لخريجي مؤسسة قطر، والتي تقدم لها أكثر من 300 طالب، تم اختيار 16 منهم، أظهروا تميزهم في مجالات مختلفة.
وحول كيفية اختيار الفائزين بجوائز التميز، بينت الدكتورة سماح قمر أن التركيز انصب على التميز الأكاديمي، والعمل على أبحاث تربط بين أكثر من تخصص، وأن تكون لهذه البحوث نتائج ملموسة، إضافة إلى مساهمات الطلاب داخل المدينة التعليمية، وغير ذلك من المعايير، منوهة إلى أن الـ16 خريجا الفائزين بجوائز التميز، يمثلون 8 جامعات بالمدينة التعليمية، بمعدل اثنين من كل جامعة، وأن نصف الفائزين بهذه الجوائز من القطريين.
من جانبه، لفت الدكتور عبدالناصر التميمي المدير التنفيذي للخدمات الطلابية بالتعليم العالي في مؤسسة قطر إلى أن دفعة 2024 تضم نحو ألف طالب وطالبة 40 بالمئة منهم قطريون، وأن 72 بالمئة من الخريجين القطريين فتيات، معبرا عن فخره بإنجازات الدفعة الجديدة من الخريجين، الذين يمثلون 77 دولة حول العالم، حيث بدأت حياتهم الجامعية خلال جائحة كورونا، وواجهوا الكثير من الصعوبات.
وأضاف أن الخدمات الطلابية في مؤسسة قطر تستقطب الطلاب من جميع الجامعات وتنظم فعاليات مختلفة لهم، تركز على إنتاج أفكار وتبادل الخبرات والمعارف بما يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع، كالدورات والمؤتمرات، والمنتديات التي تحفل بالخبرات العالمية.. ونوه إلى أن الخدمات الطلابية تقدم كل وسائل الدعم كالمنح والقروض للطلاب الملتحقين بجامعات المدينة التعليمية، خاصة المتميزين منهم كما توفر التدريب الميداني داخليا وخارجيا، من أجل تأهيل الطلاب لسوق العمل، على أن يكون التدريب في مختلف سنوات الدراسة.
وينضم خريجو دفعة هذا العام إلى شبكة خريجي مؤسسة قطر الذين ينتمون إلى تخصصات متنوعة تشمل الطب، والهندسة، وفنون التصميم، والاتصال، والشؤون الدولية، والدراسات الإسلامية، والقانون والسياسات العامة، وعلوم الحوسبة، والعلوم الإنسانية والاجتماعية وإدارة الأعمال، والذين تمكنوا من اغتنام فرص المواطنة وخدمة المجتمع والتفاعل بين الثقافات خلال فترة دراستهم في مؤسسة قطر.